غفل الكثير منا عن اهمية الصحة النفسية كما انه فى مجتمعاتنا الشرقية يعد الطبيب النفسى سبه فى الشخص الذى يعرض نفسه عليه وأن الطبيبى النفسى لا يقل اهمية بل يزيد عن الطبيب الذى يعالج الامراض الجسمانيه الجسدية المختلفة وينتج عن هذا الاهمال تدهور عام فى الصحة النفسية والتى تؤثر على اداء باقى الجسد وعلى طريقة التفكير والتواصل مع الاخرين هذا ما تطرقت له الباحثة الدكتورة بشرى احمد جاسم العكايشى فى كتابها الصحة النفسية وعلاقتها بالذكاء الانفعالى عند الشابات الجامعيات وتعرف الصحة النفسية فتقول إن
الصحة النفسية تجعل الفرد متحكماً في عواطفه وانفعالاته فيتجنب السلوك الخاطئ ويسلك السلوك السوي وهي لا تقل اهمية عن الصحة الجسمية العامة بل قد تبقى الصحة الجسمية عاجزة عن اضفاء السعادة على الانسان ما لم تتوفر له اسباب وعناصر الصحة النفسية وان الاهتمام بالصحة النفسية لصيق الاهتمام بالصحة العامة
فلا غنى للجسم عن صحة النفس ولا غنى للنفس عن صحة الجسم ، وقد بات الاطباء متفقين اليوم أكثر من أي وقت مضى على أن العناية بالصحة النفسية للمرضى عامل أساس في سرعة البرء من الأمراض الجسمية.
وتوضح د.بشرى إن المعاناة التي سادت الوسط الجامعي وتركت آثاراً واضحة عن الشباب الجامعيين والتي تمثلت في ظهور الانفعالات والمؤثرات النفسية والتذمر من الحياة لظروفها القاسية فأن القدرة على تحمل هذه المواقف الضاغطة تعتبر واحدة من مؤشرات الصحة النفسية السليمة .
إما إذا أخفق المتعلم في تحقيق هذا التوازن وأستسلم للضغوط فسيكون فريسة للتوترات النفسية والانفعالية والفشل الدراسي مما يؤدي الى تكوين علاقات سلبية مع الآخرين وهذا الاتجاه ينعكس سلباً على الشخصية فتصبح غير سوية وغير مستقرة نفسياً واجتماعياً ودراسياً فيقل نموها النفسي السليم وأداؤها الدراسي المطلوب تحقيقه ، فتصبح شخصية غير محققة لذاتها ولا تتمتع بالحد الادنى من متطلبات الصحة النفسية السليمة .
وقد برهن الاختصاصيون النفسيون والاطباء على ان هناك خصائص شخصية تسمى الذكاء الانفعالي Emotional Intelligence وهذه الخصائص مسؤولة عن الطرق التي نسلك بها ونشعر بموجبها وكيف نرتبط بالآخرين ومدى حُسن قيامنا بالأعمال ومدى تمتعنا بالصحة النفسية وعدم المعرفة بالميول الخاصة بالذكاء الانفعالي يمكن أن ينشـأ عنه عدم القدرة على التوافق مع الآخرين وعدم النجاح في العمل واعتلال الصحة النفسية مع نشوء مشاكل ذات ارتباط بالضغط النفسي.